السعودية وكرة القدم- رؤية كالديرون للنهضة والتحول

المؤلف: محمد سعيد09.26.2025
السعودية وكرة القدم- رؤية كالديرون للنهضة والتحول

أكد رامون كالديرون، الرئيس الأسبق لنادي ريال مدريد، أن المملكة العربية السعودية قد وضعت تصوراً لمشروع بالغ الذكاء والابتكار للارتقاء بمستوى كرة القدم، وهو مشروع محكم التخطيط ومنظم بعناية فائقة، لافتاً إلى أن الشركات والعلامات التجارية المرموقة قد ساهمت بدور محوري في تحويل كرة القدم إلى مشهد عالمي يحقق مكاسب مالية طائلة.

وأوضح كالديرون في سياق مقابلة خاصة مع صحيفة "الاقتصادية": "كان من الأهمية بمكان أن يسمح الدوري السعودي بتسجيل ما يصل إلى ثمانية لاعبين أجانب لكل فريق، وهو ما يعزز بشكل ملحوظ القدرة التنافسية للدوري وجاذبيته الجماهيرية والإعلامية".

وأضاف قائلاً: "إن التعاقد مع أسماء لامعة في عالم كرة القدم، من أمثال كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وغيرهم من اللاعبين ذوي الصيت العالمي والشهرة الواسعة، سيساهم بشكل كبير في صقل مهارات اللاعبين المحليين ورفع مستواهم الفني، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم للتعلم واكتساب الخبرات من هؤلاء النجوم. وعلاوة على ذلك، فإن استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، مثل كأس آسيا 2027 وكأس السوبر الإسباني، يعكس بجلاء مدى اهتمام الدولة بكرة القدم وقدرتها الفائقة على استضافة الفعاليات العالمية الكبرى".

وأشار إلى أن "إنشاء الأكاديميات والمراكز التدريبية الإقليمية في مختلف أنحاء المملكة، بهدف اكتشاف المواهب الشابة الواعدة ومساعدتها على تطوير قدراتها ومهاراتها الكروية بشكل أفضل، بالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية المتطورة والمرافق الحديثة، يعد أمراً بالغ الأهمية والضرورة، لأنه سيمكن البلاد من الاستعداد على الوجه الأمثل لاستضافة بطولة كأس العالم 2034. وكل هذه المؤشرات تؤكد وتجسد الاهتمام السعودي بتحويل كرة القدم في البلاد ودعمها وتعزيزها، بهدف أن تصبح المملكة قوة صاعدة وواعدة في عالم كرة القدم".

وشدد على أن "جوهر نجاح أي مشروع لكرة القدم، أو أي مشروع رياضي بشكل عام، لا يقتصر فقط على حجم الاستثمارات المالية التي يتم ضخها، على الرغم من أهمية توفر الموارد المالية اللازمة لجذب واستقطاب اللاعبين المتميزين وبناء البنية التحتية الكافية، بل يكمن أيضاً في الاهتمام بنشر هذه الرياضة وتشجيع ممارستها بين الشباب، كما هو الحال بالفعل في الأكاديميات التي تم إنشاؤها في المملكة العربية السعودية والتي تعمل حالياً وفق هذا النهج. وبالتالي، يمكن اكتشاف المواهب المحلية القادرة على التعاون والتكامل مع اللاعبين الأجانب والاستفادة من خبراتهم، مع زيادة أعداد المشجعين لأندية الدوري، ليس فقط لمشاهدة النجوم الكبار، بل أيضاً للانجذاب إلى اللاعبين المحليين الذين سيشعرون بمزيد من الانتماء إليهم والارتباط بهم".

ترضية فينيسيوس بمليار يورو تبدو "غير واردة"

وحول الأنباء المتداولة بشأن رغبة نادي الهلال السعودي في التعاقد مع النجم البرازيلي فينيسيوس مقابل راتب سنوي يبلغ مليار يورو لمدة خمسة أعوام، بالإضافة إلى دفع مبلغ يتراوح بين 300 و400 مليون يورو لناديه ريال مدريد، أجاب كالديرون قائلاً: "يبدو أن هذه مبالغ طائلة للغاية ولم يتم دفعها من قبل في تاريخ كرة القدم. وأفترض أن الدوري السعودي يدرك تمام الإدراك أن هذا سيكون تعاقداً استراتيجياً بكل المقاييس، لأنه لاعب مذهل وموهوب وصغير السن ويتمتع بإمكانات هائلة للمستقبل".

وأضاف قائلاً: "لا أعلم ما إذا كان ريال مدريد واللاعب على استعداد لقبول هذا العرض المغري، ولكن يبدو أن كلا الطرفين راضٍ تمام الرضا عن علاقتهما في الوقت الحالي، لذلك، في اعتقادي، ليس من المرجح أن يغادر فينيسيوس نادينا في أي وقت قريب".

وشدد كالديرون على أنه من المستبعد تماماً أن يلجأ ريال مدريد إلى محاولة إرضاء فينيسيوس من خلال منحه راتباً مماثلاً للراتب المعروض من نادي الهلال، وذلك لضمان استمراره في صفوف الفريق، وذلك بسبب القيود المفروضة على الرواتب من قبل الرابطة الإسبانية، وأيضاً لأن ذلك قد يعرض الاستقرار المالي للنادي للخطر، موضحاً أن قرار البقاء أو الانتقال إلى الدوري السعودي سيعتمد في نهاية المطاف على رغبة اللاعب نفسه.

"لا ماسيا" تمثل طوق النجاة لبرشلونة في ظل الأزمة المالية الراهنة

وفيما يتعلق بالأزمة المالية الخانقة التي ألمت بنادي برشلونة مع تفشي جائحة فيروس كورونا في عام 2020، قال كالديرون: "لقد دفعت الأزمة المالية نادي برشلونة إلى الاعتماد بشكل أكبر على اللاعبين الصاعدين من أكاديمية النادي الشهيرة "لا ماسيا". لطالما أولى النادي اهتماماً كبيراً بأكاديميته، وهو ما سمح له بتصعيد لاعبين جيدين للغاية، والأهم من ذلك، لاعبين صغار السن يتمتعون بمستقبل مشرق وواعد. ومن الأهمية بمكان أيضاً أن يثق المدربون بهؤلاء اللاعبين الشباب، وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بنادٍ اعتاد على المنافسة بقوة على كل لقب في جميع المسابقات التي يشارك فيها".

وأعرب رئيس نادي ريال مدريد السابق عن ثقته الكاملة في أن نادي برشلونة يمتلك قادة أكفاء وقادرين على التعامل مع الأزمة المالية الراهنة بنجاح، وأنهم سينفذون التدابير والإجراءات اللازمة لحل المشاكل الاقتصادية التي يواجهها النادي.

تحول كرة القدم إلى صناعة لم ينتقص من متعتها

وعلى الرغم من الادعاءات بأن تحول كرة القدم إلى صناعة يقلل من متعة وإثارة اللعبة، إلا أن كالديرون أكد أنه لا يزال يستمتع بمشاهدة هذه الرياضة التي يشجعها منذ نعومة أظفاره، على الرغم من التغيرات والتطورات العديدة التي طرأت عليها.

وأوضح قائلاً: "لقد ساهمت العلامات التجارية الكبرى بدور فعال في تحويل الرياضة إلى ظاهرة عالمية تدر أرباحاً ومبالغ مالية هائلة، وفي بعض الأحيان قد يساهم هذا الأمر في تحسين وتطوير الرياضة. المستثمرون في هذا القطاع يسعون إلى تحقيق عائدات مجزية لاستثماراتهم، لذلك يجب على المسؤولين عن إدارة شؤون كرة القدم ضمان إعطاء الأولوية والاهتمام الأكبر للجانب الرياضي على المصالح الاقتصادية والتجارية".

مونديال الأندية يحمل "مكاسب مالية ومتعة كروية لا تضاهى"

وفي ختام حديثه، أشار كالديرون إلى أن المكافآت والجوائز المالية التي سيتم توزيعها في بطولة كأس العالم للأندية ستكون مفيدة ومجزية للفرق المشاركة وكذلك للاعبين. ولكن بغض النظر عن العائدات والإيرادات المالية، ستكون البطولة أيضاً فرصة رائعة ومثالية للجماهير للاستمتاع بالعديد من المباريات التي تجمع أفضل اللاعبين والفرق في العالم، وستكون منافسة ممتعة ومثيرة للاهتمام للغاية من منظور كرة القدم.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد خصص جوائز مالية ضخمة لبطولة كأس العالم للأندية، حيث سيحصل الفريق البطل على جائزة قدرها 125 مليون دولار أمريكي، بينما سيحصل نادي الهلال السعودي على مكافأة مالية قدرها 9.55 مليون دولار أمريكي.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة